جاء الإسلام برسالته العالمية التي انطلقت تحت عنوانها العريض والحصري، بقوله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}( )، فهذه رحمة شاملة للبشرية جمعا أوجبها الباري على النبي وعلى أمته من بعده، قال ابن عرفة: فعلى الأول تكون الرحمة من فعل الله تعالى، وما أرسلناك إلا لنرحم بك [العالمين]، وعلى أنه حال الرحمة من صفته ، وما أرسلناك إلا لترحم المؤمنين( )، فهو بالنسبة لغير المؤمنين رائف وراحم( ).
يشهد واقعنا المعاصر حالة من الفوضى في العلاقات الإنسانية عامة سواء من حيث احترام حقوق الإنسان، أو من حيث الإغاثة الإنسانية في الكوارث أو الحروب، وذلك لعدم الوعي الإغاثي المبادر التلقائي المباشرة في الإغاثة، ولكن ومن خلال استقراء الواقع قد تحل الكارثة وتمضي الشهور ولا تزال المجتمعات الدولية تنتظر وتتحدث أو نعقد المؤتمرات المنظمة للإغاثة لتلك الكارثة، وان دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن العمل الإغاثي غير منتظم في منظومة تعي المرحلة وقد تجهزت للكارثة قبل أن تقع، وإذا وقعت سارعت جهات الإغاثة إلى تطبيق ما خططت له مسبقا، فالوعي أن تسبق الحدث بالتخطيط والجاهزية، لا أن يسبقك الحدث وأنت لا تملك لما يحدث من تصور.