موضوع الإغاثة الإنسانية من الموضوعات المهمة في واقعنا المعاصر؛ لأن الدور الإغاثي الذي تقوم به منظمات الإغاثة دور مهم وخصوصاً في حالات الحرب والمجاعات والفقر وغيرها من الكوارث الطبيعية، غير ان الخطير في ذلك أن تنحرف منظمات الإغاثة عن أهدافها السامية في التخفيف من آثار الظروف غير الاعتيادية التي يمر بها الناس، ويكون لها أهداف أخرى دينية أوسياسية أو حزبية تعمق من آثار هذه الظروف بدل التخفيف منها .
ويعالج هذا البحث موضوع أهداف الإغاثة الإنسانية وعلاقتها بالمقاصد الشرعية التي محورها تحقيق مصالح الناس ودرء المفاسد عنهم، من منطلق أن مقاصد المكلفين لا يجوز أن تخرج عن مقاصد الشرع الحنيف .
ويلقي هذا البحث الضوء على أهداف الإغاثة في التصور الإسلامي، والتي لا تخرج عن هدف الإغاثة المجرد في بعده الإنساني الرحب، فالخلق عيال الله، وأحب الخلق الى الله أنفعهم لعياله.
ومع أن الإسلام دين الحق، وهو الذي ارتضاه الله للبشرية ، ومن أعظم وسائل حفظ الدين هو نشره وتبليغه والدعوة اليه، إلا أن هذا لا يجوز ان يكون من خلال استغلال ظروف الناس وحاجاتهم؛ لأن هذا يتنافى مع مبدأ حرية الإعتقاد وفيه الإكراه على الدين ، وهذا يجلب المفاسد لهذا الدين أكثر مما يحقق المصلحة.