الملخص
تقوم هناك مجموعة من الفواعل في رسم السياسات الخارجية للدول. وتُطلِق الأدبيات السياسية على هذه الفواعل العديد من الأسماء والصفات، فهي الثوابت، والمرتكزات، والمرجعيات، والمؤثرات، والمحددات، وإلى غير ذلك. ومهما كان الاسم الذي نطلقه على هذه الفواعل، فإنها تجتمع كلها في كونها المحرّك الأساسي المؤثر في نمط السياسة الخارجية للدولة. وسلطنة عُمان لا تخرج عن هذا السياق، فهي بعد عام 1970م أصبحت دولة متحركة نحو الحداثة، بكل مقدراتها، ونحو التقدم، في كل مظاهره والتطور على كل وجوهه. ولما أن كان السلطان قابوس هو المحرّك الأوّل الذي قاد الدولة العُمانية الحديثة فقد كان من المنطقي أن يقود صناعة السياسة الخارجية فيها، ولكن مع الاستعانة ببرنامج واضح ومحدد، وهو الانتقال في مراحل العمل الداخلي المشترك من الغيبيّة إلى المشاركة العامّة، ولكن خطوة خطوة. ومن هنا، جاءت معظم مفاصل هذا البحث مرتبطة، بصورة أو بأخرى، بشخصية السلطان وإدارته وقراءته للأحداث وتفسيره لها، ثم إعداد القرار لتتولى من بعده السلطات تنفيذ هذه السياسة. لقد اتسمت السياسة الخارجية العُمانية بمجموعة من الصفات التي فرضتها حقائق التاريخ والجغرافيا، والإمكانات الأمنية والاقتصادية والثقافية. وقد جاءت، في المجمل، سياسة هادئة، ومعتدلة، ومتوازنة، وحيادية. كما أنها كانت مؤثرة على المستويات: الخليجية، والعربية، والإقليمية، والدولية، وموضع احترام وتقدير من جميع الدول.
Abstract
In Any research dealing with the process of making foreign policy , we have to go through a lot of factors that shape this policy. These factors have different names and features, as stables, fundamentals, particulars and so on. Whatever the name we chose, all in all participate in shaping the making of the foreign policy of a state. As a modern state, Oman has been going in the same path since 1970 when Sultan Qaboos came into power. Sultan Qaboos holds the full responsibility of making foreign policy in Oman, with the hand of help of the other offices in the state. This is why we see the Sultan in every detail of the foreign policy of Oman. The Omani foreign policy is distinguished by moderateness, stability and neutrality. Besides, it is the object of respect of all countries.