DSpace

  Al al-Bayt
University

        AABU-Dspace

        Dspace Home
Please use this identifier to cite or link to this item: http://hdl.handle.net/123456789/729
Title: الإغاثة الإنسانية مقصدا من مقاصد الشريعة
Authors: د. محمد المنتار
Issue Date: 2014
Abstract: الناظر في نصوص كتاب الله العزيز، وسنة رسوله الكريم، يجدها تتعاقب على تأكيد ارتباط أحكام الشريعة الإسلامية، الكلي منها والجزئي بالحِكَم والمعاني ، التي تكفل مصالح الإنسان في عاجله وآجله، وسعادته فى دنياه وأخراه. ولما كانت الإنسانيَّة هي أرقى صفة يتحلَّى بها الإنسان، وبها ينبل في مجتمعه ومحيطه، جاء الإسلام معزِّزًا لقيمها مُثبتًا لأصولها، وبانيًا لها، ومؤصلاً لمبادئها، وضابطًا لتعاملها، فكانت الإنسانيَّة من أساسيات هذا الدين ومن مبادئه التي يدعو لها. وقد تناولت سور القرآن الكريم جوانب شتى مما يرتبط بالإنسان والمجتمع الإنساني كافة في إطار عقائدي تارة واجتماعي وتاريخي وأخلاقي تارة أخرى. وهو تناول واهتمام ينبئ على مكانة هذا الإنسان في منظومة أرحم الراحمين، وقدرته على إعمار الكون. ولقد حفل التراث الإسلامي ابتداء بتأصيل عمل الإغاثة عقائديا بما ورد من آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة شواهد تعزز من قيمة العمل الخيري ومنها وتعد الإغاثة الإنسانية من أبرز صور البر الذي أمرنا الباري سبحانه بفعله وإتيانه، قال تعالى: ﴿ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون﴾(البقرة:177)، وفي هذه الآية تأكيد على اقتران فعل البر بالعبادة ورضى الله سبحانه وتعالى. وفي حديث الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة" . وفي حديث آخر: "أحب الناس إلى الله تعالى، أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى فرح تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا. ولأن أمشي مع أخ في حاجة، أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد - يعني مسجد المدينة - شهرا. ومن كف غضبه، ستر الله عورته، ومن كظم غيظه، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة. ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يتهيأ له، أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام" . وفي الأثر"إن لله عبادا اختصهم بقضاء حوائج الناس حببهم إلى الخير وحبب الخير اليهم أولئك الآمنون من عذاب النار يوم القيامة". وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام رضي الله عنهم، والتابعين الذين تأسو بهم حافلة بأفعال الإقدام على الخير؛ التي تعددت وتنوعت سبلها من العناية بالمحتاجين والأيتام وطلاب العلم وغيرهم، إلى تقديم العون لطالبي الزواج والمدينين وشق الطرق وإقامة الاستراحات للمسافرين، حتى امتد خيرها ليصل الطير وكافة أنواع الحيوانات، وفقه الوقف في كسب أمتنا العلمي خير دليل على ما نقول. من هنا كانت الإغاثة الإنسانية مقصدا أساسيا من مقاصد التشريع الإسلامي؛ إذ إن مقصد الإغاثة الإنسانية يعد من أعظم المصالح وأجلّ المقاصد التي بموجبها تستمر الحضارة الإنسانية؛ وذلك لارتكازه على مبادئ كلية من قبيل: التكريم، والاستخلاف، والتعمير، وحفظ الكليات الخمس ومكملاتها، والمساواة، والعدل، والحرية، والكرامة لهذا الإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم. وهو لاشك عمل ينبغي تأطيره برؤى اجتهادية واضحة، واستراتيجيات تنزيلية ناهجة، وهندسات استشرافية ناجعة، مما يستلزم تضافر الجهود بين الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني المحلية، والإقليمية، والدولية، وكذا مؤسسات العلماء، والمثقفين، والمربّين، والمبدعين، والمشرّعين، وكل المكلفين بالتنزيل تصميما وتنفيذا.
URI: http://hdl.handle.net/123456789/729
Appears in Collections:أبحاث المؤتمر

Files in This Item:
File Description SizeFormat 
doc8.docx115.67 kBMicrosoft Word XMLView/Open


Items in DSpace are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.